المكتبات والحكومة الإلكترونية عبر الهاتف المحمول
منذ مدة ليست باليسيرة كنت قد تناولت قضية الحكومات الإلكترونية وعلاقتها بالمكتبات، وفى هذا العدد أتواصل معكم حول هذه القضية مرة أخرى.
الهاتف المحمول الآن يكتسب العديد من الخصائص والمميزات التي تجعله أداة يفكر فيها العالم كمنافس قوى للحاسب والإنترنت وذلك في تقديم الخدمات للمواطنين ومجتمع الأعمال من خلاله، لماذا؟.
سعر جهاز الهاتف المحمول يبدأ من حوالي 60 دولارا فأكثر، أما جهاز الحاسب فسعره يقترب من رقم 600 دولار أي أن الحاسب أغلى ثمنا من الهاتف المحمول بمقدار عشر أضعاف، كما يستخدم الهاتف المحمول في العالم العربي حوالي 15% من عدد السكان بينما يستخدم الحاسب حوالي 3% من عدد السكان أي أن انتشار الهاتف المحمول أكثر بنسبة 5 أضعاف من الحاسب والإنترنت، كما أن الهاتف المحمول ينتشر في جميع الطبقات للسكان، بينما الحاسب تواجده ضعيف في بعض الطبقات المنخفضة الدخل، كما أن استخدام الهاتف لايحتاج تدريبا كبيرا، على عكس الحاسب والإنترنت اللتان يحتاجان لمجهود أكبر من قبل المتدرب مع انخفاض مستويات التعليم والثقافة في العالم العربي، كل هذه العوامل تجعلنا ننظر إليه كبديل قوى ومنافس غير عادى لتقديم الخدمات إلكترونيا للمواطنين أكثر من الحاسب الآلي والإنترنت.
إن الحصول على خدمة أو البحث في فهرس أو معرفة مكان وموقع مكتبة سهل للغاية باستخدام الهاتف المحمول، ربما تكون هناك مجموعة من العوائق البسيطة لكن في ظني أن أغلبها يتعلق بالثقافة والإدارة والبنية الأساسية في تكنولوجيا المعلومات.
ربما من المهم الآن في أقسام المكتبات والمعلومات العربية النظر لهذه القضية بعين مفتوحة واعية، كما أن التأقلم مع المتغيرات الحديثة والمستحدثة في المجالات العلمية يتطلب وعيا بهذه المستجدات وسرعة في الاستجابة لها.
يستحق المواطن العربي اهتماما أكبر من قبل الحكومات العربية من حيث الارتفاع بمستوى المعيشة، بما فيها تكنولوجيا المعلومات التي أصبحت نوعا من الضمانات الأساسية والمتطلبات الأساسية لحياة كريمة.